الصراع الموجود داخل كل إنسان

0

الله تعالى وهب الإنسان القدرة على الطموح، انه يطمح إلى الرقي ويتمنى، لكن هناك دائما مشاكل في طريق الوصول إلى ما يطمح إليه، وعلى الإنسان أن يشق طريقه، وان يصارع ويواجه تلك المشاكل والعقبات، ويستطيع بالتالي تجاوزها والتغلب عليها وتحقيق طموحاته وأمنياته،
كنني، عندما أفكر في نفسي بهدوء، وعندما أتعمق في معرفة الحياة والكون، أجد حقيقةً تقع إلى ما وراء وجودي المادي. أنا "شيء ما" أكثر من الطعام، أنا "شيء ما" أكثر من مجرَّد العيش، أنا "حقيقة" أبعد من الموت والعدم والفناء – وبقدر ما أفنى أخلد. أنا حقيقة تجسَّد فيها العالمان المادي والروحي، فاشتملت على كلا النظامين: نظام الزمان ونظام الأبدية. إن جسدي الذي يمثل العالم المادي يخضع لقوانينه، فيفسد ويعتريه الانحلال ويعود إلى عناصره الأولى التي تألَّف منها، إلى الحياة كما كانت؛ ولكن روحي، التي تمثل العالم الروحي، تبقى ما بقيت الحياة. والحياة بذاتها لا تعني الفناء إطلاقًا؛ ولو عَنَتِ الفناء لما كانت حياة. فهنالك حياة لا عدم، حتى لو قلنا بمجازية العدم.

بعد أن فكرت مليًّا في وجودي، وجدت أن للإنسان غايةً تسمو على الغايات الأخرى. وقد نسي الوجودي الغاية السامية لوجود الإنسان لأنه رَبَطَه بالغايات البسيطة الأخرى وحوَّله إلى فرد "عادي"، إلى حشرة تسعى، إلى حيوان لا يفكِّر، بل ينفعل، وجرَّده من القوى العلوية التي يرتبط بها أشد الارتباط. ولذلك لا يجد الوجودي غايةً من الحياة لأنه تجرد من الغاية الإنسانية القصوى لوجود الإنسان. إن غاية الإنسان القصوى هي معرفة المطلق وتحقيقه. وقد وجدت أن هروب الإنسان هو هروب من نفسه: الإنسان يهرب من حقيقته لأنه لا يفهمها؛ ولو أنه فهمها لارتبط بها. إنه يهرب من نفسه، من واقعه، ومن المطلق. وهكذا يعيش في هروب دائم ويرى نفسه غريبًا في هذا العالم. إنه غريب عن الوجود وعن نفسه وعن المجتمع. إن هروبًا كهذا يقضي على الغاية التي من أجلها وُجِدَ الإنسان على هذه الأرض. هناك غاية ما، لا تُلمَس ولا تُحَس، لكنني أتصورها وأشعر بها في أعماقي. إنني أسمى من كلِّ شيء في هذا الوجود الأرضي. وليس وجودي هذا مجرد مصادفة، بل هو تنظيم دقيق يعجز العقل عن فهمه وعن تبيان أغراضه.

لم أستطع، طوال حياتي، أن أعتبر وجودي شرًّا. فالعالم كله يبتسم لي لأنه صورة المطلق. يقول والت هويتمان، الشاعر والفيلسوف الأمريكي: "إنني لا أرى نقصًا واحدًا في الوجود: فيا لروحانية الأشياء! يا لعظمة الأشياء! يا لعظمة أصغر جزيء في الكون!" فإذا كنت لا أجد نقصًا واحدًا في الكون، فكيف يمكن لي أن أجد الشر فيه؟ ليس الله مصدر الشر، وليس العالم شرًّا، بل إن الإنسان الذي ينسى الحقيقة الإلهية ويهملها، فيسعى وراء الجهل وينغمس في شهواته التلقائية، هو الذي يفعل الشر. الشر هو انعدام الخير: أفعل الخير فينعدم الشر. فأين الشر إذًا؟ هو في جهلي وعدم تعقُّلي؛ هو في انعدام صفة الروح وتقبُّل صفة المادة فقط؛ هو إخضاع مملكة الروح لمملكة المادة.

الوجودية والفلسفات السلبية والمادية تغاضت عن الإنسان ورذلتْه، جعلت منه "سلعة" اقتصادية أحيانًا، و"كائنًا" محدودًا بسيطًا أحيانًا الأخرى. لم تدرك هذه الفلسفات أن هناك ما هو أعمق في وجودنا وما هو أسمى: هو الإنسان ذاته متى أدرك سرَّ وجوده أو شعر به، فاقترب من الحقيقة الأزلية ووجَّه طاقاتِه كلَّها نحوها. وإن توجيه طاقاتنا نحو تلك الحقيقة ينقذنا من فكرة عبث الوجود ومصير الإنسان الكئيب، كما ينقذنا من عالم شرير ومن لاجدوى الحياة، ويرفعنا إلى درجات عليا من كياننا.
الصراع بين الخير والشر داخل كل إنسان
ﻗﺎﻝ الحكيم ﻟﺤﻔﻴﺪﻩ “ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ”.

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ” ﺃﺳﻤﻌﻚ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ .”

ﻓﻘﺎﻝ الحكيم : “ﻓﻲ نفس ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻌﺮﻛﺔ ، ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ
ﺑﻴﻦ ﺫﺋﺒﻴﻦ.. ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻳﻤﺜﻞ : ﺍﻟﺸﺮ، ﺍﻟﺤﺴﺪ، ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﻜﺬﺏ ...”

ﻫﺰ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ “ ﻭﺍﻷﺧﺮ؟ ”

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ “ﺍﻷﺧﺮ ﻳﻤﺜﻞ : ﺍﻟﺨﻴﺮ , ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﺍﻟﺤﺐ ،ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﻭﺍﻻﺧﻼﺹ ....”

ﺗﺎﺛﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺳﺄﻝ ﺟﺪﻩ: “ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻱ ﺫﺋﺐ ﻳﻨﺘﺼﺮ؟؟؟

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ” ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﺋﺐ،ﺍﻟﺬﻱ أﻧﺖ ﺗﻄﻌﻤﻪ ﻭﺗﻐﺬﻳﻪ ”.

إﺫﺍ ﻏﺬﻳﺖ ﺍﻟﺸﺮ ﻏﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﺫﺍ ﻏﺬﻳﺖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻏﻠﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ


فالذﻱ ﺗﺰﺭﻋﺔ ﺗﺤﺼﺪﻩ...
نأسف على الإطالة ولكنها محاولة فهم فلسفة الخير والشر داخل البشر ولكن يفترض أن الإنسان في أصله خير وأن الشر أمر طارئ عليه وهذه وجهات نظر مختلفة ونحترم جميعها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © معلومات ثقافية

تصميم الورشه