كيف تقنع الاخرين بافكارك وتصبح قوي في الاقناع

0


تسويق الفكرة أكثر صعوبة من تسويق مُنتج ملموس؛ وذلك لأن البشر يختلفون في دوافعهم لتبني الأفكار، فنجد منهم صنفا عاطفيا
يحتاج إلى خطاب رقيق مملوء بالعاطفة الجياشة كي يقتنع ويتأثر، البعض الآخر يحتاج إلى خطاب عقلاني مُقنع، صنف ثالث يميل إلى الاقتناع بما يقتنع به الجمهور أو ما يُعرف بثقافة القطيع، صنف رابع يميل إلى الاقتناع فقط بالشيء الذي يحقق له مصلحة ما وتحتاج كي تقنعه إلى أن تضرب على وتر المنفعة المتحققة العام منها أو الخاص.
ونحن نخطئ كثيرا عندما نُحدّث أنفسنا، ونملأ مؤتمراتنا ولقاءاتنا بأتباعنا ومن يؤيدنا، فنفرح بهزّ الرأس، وإيماءة الموافقة، ولا ندرك أننا كمن يضيء مصباحا والشمس ساطعة؛ وذلك لأن الفكرة أصلا واضحة وجلية في عقول هؤلاء.

نخطئ كذلك عندما نتعامل مع المعارض للفكرة وهدفنا الأول والأخير والوحيد إقناعه بها رغم صعوبة ذلك، فنُصعّب على أنفسنا الأمر، ولا نصل إلى أي فائدة تُذكر.
والذكاء أن أحدد هدفا واقعيا أصل إليه في حواري مع الشخص الذي أودّ إقناعه بالفكرة.
ثم نبدأ بعد ذلك في بعض الخطوات العملية كي نقنعهم بقوة فكرتنا وأصالتها
و فنّ التأثير والإقناع قديم قِدم الأزل، كان يُطلق عليه سابقا "علم البيان" أو "الفصاحة"، وهو الطريقة التي يمكننا من خلالها التأثير على أفكار الآخرين ودوافعهم، وسلوكهم، ولقد صار هذا الأمر اليوم علماً، فمع تعقّد الحياة، وكثرة الرسائل التي يراها ويواجهها الإنسان يوميا، أصبح أمر إقناع الآخرين برسالة دون أخرى أمراً صعبا، ويحتاج إلى أشخاص محترفين.

كيف تقنع الآخرين بفكرتك ؟
أولا :
لابد ان تكون مقتنعا جدا من الفكرة التي تسعى لنشرها ،
لأن أي مستوى من التذبذب سيكون كفيلا ان يحول بينك وبين ايصال
الفكرة للغير .
ثانيا :
استخدم الكلمات ذات المعاني المحصورة والمحددة مثل : بما أن ،
إذن ، وحينما يكون .. الخ ، فهذه الألفاظ فيها شيء من حصر المعنى
وتحديد الفكرة ، ولتحذر كل الحذر من التعميمات البراقة التي لاتفهم أو ذات
معاني واسعة يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير : ( قبل أن أناقش أي شيء
معك عليك أن تحدد ألفاظك )
ثالثا :
ترك الجدل العقيم الذي يقود الى الخصام يقول أحدهم ( اذا أردت
أن تكون موطأ الأكناف ودودا تألف وتؤلف لطيف المدخل الى النفوس ،
فلا تقحم نفسك في الجدل وإلا فأنت الخاسر ، فإنك إن أقمت الحجة
وكسبت الجولة وأفحمت الطرف الآخر فإنه لن يكون سعيدا بذلك وسيسرها
في نفسه وبذلك تخسر صديقا او تخسر اكتساب صديق ، أيضا سوف
يتجنبك الآخرون خشية نفس النتيجة .. )
رابعا :
حلل حوارك الى عنصرين أساسيين هما :-
1- المقدمات المنطقية :
وهي تلك البيانات أو الحقائق أو الأسباب
التي تستند اليها النتيجة وتفضي اليها .
2- النتيجة :
وهي مايرمي الوصول اليها المحاور أو المجادل ، مثال على ذلك :
المواطنون الذين ساهموا بأموالهم في تأسيس الشركة هم الذين
لهم حق الإدلاء بأصواتهم فقط ، وأنت لم تساهم في الشركة ولذلك
لايمكنك أن تدلي بصوتك ..
خامسا :
اختيار العبارة اللينة الهينة ، والابتعاد عن الشدة الإرهاب
والضغوط وفرض الرأي وهذا هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
الذي قال عنه أنس ( خدمت رسول الله عشر سنين فوالله ماقال لأمر فعلته
لم فعلته ، ولا لأمر لم أفعله لم لم تفعله ) .
سادسا :
احرص على ربط بداية حديثك بنهاية حديث المتلقي لأن هذا
سيشعره بأهمية كلامه لديك وأنك تحترمه وتهتم بكلامه ، ثم بعد ذلك
قدم له الحقائق والأرقام التي تشعره كذلك بقوة معلوماتك وأهميتها
وواقعية حديثك ومصداقيته .
سابعا :
أظهر فرحك الحقيقي – غير المصطنع - بكل حق يظهر على لسان
الطرف الآخر ، وأظهر له بحثك عن الحقيقة لأن ردك لحقائق ظاهرة
ناصعة يشعر الطرف الآخر أنك تبحث عن الجدل وانتصار نفسك .وتذكر قول
الشافعي رحمه الله عندما قال ( ماجادلت أحدا الا وددت أن يظهر الحق
على لسانه ) .
ثامنا :
احرص على قراءة بعض الكتب التي تتحدث عن هذه المواضيع مثل كتاب
كيف تقنع الآخرين تأليف عبدالله العوشن والذي تم اقتباس بعض الفقرات
السابقة منه بتصرف )
نصائح هامة لأيصال فكرتك واقناع الاخرين :
*ابدأ حديثك بإبداء إهتمامك بالطرف الآخر
* ابدأ بنقاط الاتفاق وابتعد عن نطاق الخلاف
* ابدأ حديثك بالثناء علي الطرف الآخر وإظهار ثقتك في قدراته
* لا تجادل
* لا تغضب وكن لينا في حديثك
* لا تصدر أوامر بل قدم اقتراحات مهذبة
*امتدح أقل الإجادة والفت الانتباه إلي الأخطاء من طرف خفي
*لا تكثر النقاش حتى لا يمل صاحبك
*أحذر آفات اللسان
*اطب الناس علي قدر عقولهم
*استعن بإخوانك الأكثر خبرة عند الحاجة

والآن هل توصلت للطريقة التي تساعدك على إقناع الآخرين والإصال بفكرتك وظهورها للنور ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © معلومات ثقافية

تصميم الورشه