كرم مطاوع .. فارس المسرح الذى هزمه السرطان

0

كرم  مطاوع كان فناناً متعدد المواهب، فهل نتحدث عنه كأحد أهم مخرجى المسرح فى الستينات والسبعينات، أو كأستاذ أكاديمى متمكن تخرج على يديه العديد من الفنانين، أم ممثلاً مبدعاً قدم عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية التى لا تنسى، فقد كان موهبة متفردة استطاع أن يترك بصمة فى تاريخ الفن المصرى.
والكتابة عن فنان كبير مثل كرم مطاوع بها قدر من الصعوبة
البداية من روما
دائماً ما تظهر موهبة أى مبدع منذ الطفولة، وهكذا كان الحال مع كرم مطاوع، حيث عشق التمثيل منذ الصغر،
الراحل كرم مطاوع فنان متعدد المواهب إستطاع أن يترك بصمة واضحة فى تاريخ الفن المصرى وهو أحد أهم مخرجى المسرح وأحد الأساتذة الذى تخرج على يديه عدد كبير من الفنانين ، و قدم عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية التى لا تنسى، فقد كان موهبة متفردة ولقب بفارس المسرح المصرى .
كرم مطاوع من مواليد 1933 بمحافظة كفر الشيخ ، ظهرت عليه الموهبة منذ الصغر فقد كان يقوم بتقليد أفراد عائلته ، إلتحق بكلية الحقوق، وألتحق أيضاً بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج من الإثنين فى نفس العام ، ونظراً لتفوقه ، فقد كان الأول على دفعته ، نال بعثة لدراسة الإخراج فى إيطاليا إستمرت 5 سنوات، وهنا كانت نقطة التحول فى حياته، حيث إطلع على الاتجاهات المسرحية الحديثة، وعاد لمصر أستاذاً فى معهد الفنون المسرحية ، كما عُين مديراً لمسرح الجيب ، وبعدها مديراً للمسرح القومى، وقد برزت موهبة كرم مطاوع فى أولى المسرحيات التى أخرجها عقب عودته وكانت بعنوان ” الفرافير” من تأليف يوسف إدريس، وحققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً، واعتبرها كثير من النقاد محطة مهمة فى المسرح المصرى، وتوالت بعد ذلك المسرحيات مثل يس وبهية لنجيب سرور، الفتى مهران لعبد الرحمن الشرقاوى، والتى قام بالتمثيل فيها بجانب الإخراج، شهر زاد، محاكمة رأس السنة، جواز على ورق طلاق وغيرها من الأعمال التى تعالج قضايا اجتماعية وسياسية، وتخرج عن الأطر المألوفة.
ولم يقتصر إبداع كرم مطاوع على المسرح المصرى فقط، إذ سافر للجزائر وعمل أستاذاً لطلبة المعهد الوطنى للفنون الدرامية، وتخرج على يديه فنانون جزائريون أصبحوا روادا للمسرح فيما بعد منهم جمال مرير، حميد رماس، عيد مصطفى وغيرهم.
لا يمكن الحديث عن المسرح فى حياة كرم مطاوع دون أن نذكر مسرحية “ثأر الله” أحد أحلام كرم مطاوع التى لم يستطع تحقيقها، حيث كتبها عبد الرحمن الشرقاوى بجزأيها ” الحسين ثائراً ” و” الحسين شهيداً ” عام 1969، وفى عام 1972 اتفق معه كرم مطاوع على تحويلها لعمل مسرحى، وبدأوا بالفعل فى عمل البروفات، ولكن حدثت أزمة كبيرة مع الأزهر نتيجة لاعتراضه على تجسيد الشخصيات التى تنتمى لآل البيت ضمن أحداث المسرحية، فتم الإتفاق على حل وسط، وهو أن يبدأ الفنان عبد الله غيث الذى يجسد شخصية الإمام الحسين كلامه بعبارة “قال الحسين”، وأن تفعل أمينة رزق التى كانت تجسد شخصية السيدة زينب ذلك أيضاً، وقام كرم مطاوع بدعوة عدد من الصحفيين والكتاب والمبدعين لمشاهدة البروفة مع المسئولين على الرقابة على المصنفات الفنية، وعدد من علماء الأزهر.
وعلى الرغم من أن المسرحية كانت عملاً رائعاً تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً بشهادة كل من شاهد العرض الخاص، إلا أن الأزهر لم يسحب اعتراضه، فلم تعرض المسرحية ولم تسجل، ورغم محاولات كرم مطاوع بعد ذلك لعرضها، إلا أن محاولاته لم تنجح.
وبالرغم من نجاح الفنان الراحل كرم مطاوع على المسرح إلا أن هذا النجاح لم يكن بنفس القدر فى السينما والتلفزيون ، ولكن هذا لا ينفى أنه كانت له العديد من الأدوار الهامة، بداية من دوره فى فيلم ” سيد درويش” وهو أولى بطولاته المطلقة أمام هند رستم وإخراج أحمد بدرخان، حيث يروى الفيلم قصة الموسيقار العظيم منذ نشأته فى الإسكندرية، حتى وفاته المفاجئة يوم عودة سعد زغلول من المنفى، مستعرضاً أهم المحطات فى حياته وأهم ألحانه وأغانيه ، وأيضا دوره فى فيلم ” إضراب الشحاتين” أمام لبنى عبد العزيز، وإخراج حسن الإمام، والذى يحكى قصة إضراب عمال أحد المصانع نتيجة سطوة صاحب المصنع، والتحام مجموعة من الشحاتين معهم فى النضال، أما أهم أفلامه فى وجهة نظر كثير من النقاد فهو ” المنسى” مع عادل إمام ويسرا وإخراج شريف عرفة، حيث قدم دور المليونير أسعد ياقوت أحد رجال الأعمال الذى يقيم حفلة صاخبة ليعقد فيها صفقة كبيرة مع أحد الشخصيات المهمة، وبالإضافة لتلك الأفلام العظيمة، اشترك فى بعض الأفلام التى يمكن أن يطلق عليها أفلام تجارية أو مقاولات، مثل ” المشاغبات الثلاثة” مع ليلى علوى وإلهام شاهين، ” أنا والعذاب وهواك” مع وليد توفيق وصابرين، ” الذكاء المدمر” مع إيمان ومجدى وهبة، وفى التلفزيون قدم مسلسلات هامة منها ” آرابيسك”، ” برديس”، ” الحرملك” و”ناس ولاد ناس” والذى شهد الظهور الأول للفنان أحمد حلمى.




وكعادة كثير من أهل الفن، تزوج كرم مطاوع أكثر من مرة ، الأولى كانت من الإيطالية ” ميريث فالجوم” التى التقاها أثناء دراسته بإيطاليا، وأنجبت له ابنيه التوأم عادل وكريم، وبعد انتهاء دراسته عادوا لمصر، وعملت زوجته مذيعة بالبرامج الموجهة بالإذاعة، ولكنهما انفصلا بعد عدة سنوات، أما الزيجة الأهم فى حياته فكانت بالفنانة سهير المرشدى، حيث إستمر زواجهما حوالى 20 عاماً ، وأثمر عن إبنتهما الفنانة حنان مطاوع، كما أثمر عن أعمال مسرحية رائعة مثل ” الفتى مهران”،”ليلة مصرع جيفارا”، “يا طالع الشجرة” و” إيزيس” التى حققت نجاحاً أسطورياً، واستمر عرضها لفترات طويلة، وعرضت فى أكثر من بلد عربى، ولكن بعد حوالى 20 عاماً من تلك الزيجة الناجحة وقع الانفصال، دون أن يذكر أحد الأسباب التى أدت لهذا الانفصال، أما آخر زيجاته فكانت بالمذيعة ماجدة عاصم، ولكن بعد شهور قليلة من الزواج إكتشف إصابته بالسرطان، وتم الطلاق بينهما بعد حوالى عام.
كتب المرض كلمة النهاية فى حياة كرم مطاوع، حيث أصيب بمرض السرطان فى الكبد ، ورغم سفره للعلاج فى الولايات المتحدة، إلا أن هذا لم يكن له تأثير فعال، فعاد لمصر وإشتدت عليه الآم المرض، وتم نقله للمستشفى، حيث وقفت بجواره زوجته السابقة ورفيقة عمره سهير المرشدى حتى توفى يوم 9 ديسمبر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © معلومات ثقافية

تصميم الورشه