وفاة الفنان محمد فوزي وصراع بين زوجته وأولاده على التركة بما فيها ملابسه

0

ولد في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، منهم المطربة هدى سلطان

أسس شركة (مصر فون) لتكون أول شركة للاسطوانات في الشرق الأوسط والتي لحق بها استوديو لتسجيل الالحان والأغاني وكان تأميم هذه الشركة في أوائل الستينات من أكبر الصدمات في حياته بل وأعظمها ، بدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه انه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وانه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة الي 36 كيلو. (المرض هو تليف الغشاء البريتونى الخلفى) فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزى) هكذا سماه الدكتور الالمانى باسم محمد فوزى. وهكذا دخل محمد فوزي دوامة طويلة مع المرض الذي اودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام 1966م

محمد فوزي كان وزنه قبل المرض حوالي 90 كيلو، ولكن مع المرض النادر والذي يُعد أشد فتكاً من السرطان أصبح لا يتجاوز 37 كيلو، وهو الوزن الطبيعي لطفل في السابعة من العمر، إذ يسكن هذا المرض في العظام، ويزداد مع مرور الوقت في الجسم فيسبب التهابات بكل أجزائه.

وبعد وفاة الفنان محمد فوزى أثر مرض مزمن تخطى مرحلة كبيرة فى علاجه داخل مصر وخارجها وقد قضى هذا المرض على كل ما تبقى لدى محمد فوزى من أموال حتى كانت الوفاة فى أكتوبر عام 1966 , وحدث بعد ذلك الكثير من المشاكل بخصوص موضوع الميراث بين زوجته “كريمة” وأولاده وبعد صراع بين الزوجة والأولاد فى المحاكم وعلى صفحات المجلات يروى نهاية هذا الصراع الأستاذ محمود لطفى “محامى الأسرة” والذى يتولى أمر هذه القضية فيقول ذهبت للسيدة “كريمة” زوجة المرحوم محمد فوزى لكى أضع معها حدا لهذا الصراع وتحدثت إلى عن موقف أولا د زوجها وقالت : لقد حز فى نفسى أن تتحول العلاقات بينى وبين أولاد زوجى المرحوم “محمد فوزى ” إلى هذا الحد ولن أذكر ما نشر عن لسانهم عنى فى الجرائد والمجلات لأننى مازلت أحبهم وأحترمهم رغم كل شئ , بالرغم من أن فترة زواجى بالفنان محمد فوزى كانت فترة ذهبية من حيث علاقته بأولاده وكنت أحرص كل الحرص أن يلتف أولاده حوله خاصة فى فترة مرضه , وكان هو نفسه يشكرنى دائما على ذلك ولم يشعر واحد منهم طوال تلك الفترة إلا بالطابع العائلى حين كان يزور والده فى البيت وليس هذا منا منى ولكن كانت تصرفاتى هذه تمليها على أخلاقى كإنسانة وكأم أيضا لأطفال كما أننى لا أحب أن يحرم أى طفل أو شاب من حنان والده .. ولما مات محمد فوزى لم تنسنى هذه المفاجأة المحزنة أو الصدمة العنيفة أن أتصل فورا بأولاده ليحضروا هذه اللحظة الأليمة وكان مشهدا لا يزال يهز أعصابى عندما ألتف أولاده حول سريره ومن ضمنهم أنا نبكى الأب والزوج الحبيب والأنسان والصديق الذى فقدناه بعد رحلة عذاب طويلة .. وفجأة تطور الموقف وبدأت أرى تصرفات لم أهتم بها وأنا فى غيبوبة الحزن على فقيدى وزوجى ورجلى .. ولكن لن يثنينى موقفهم هذا على مواصلة الجهد والسعى لتهيئة الظروف الملائمة لهم التى تساعدهم على أستكمال تعليمهم تحقيقا لرغبة المرحوم “محمد فوزى” وسأحرص على دوام هذه العلاقة مدى حياتى إحتراماً لذكرى الأنسان الذى أفنيت شبابى من أجله.

ويقول المحامى: ولكن بعد المعاينة والتحقيق أتضحت بعض الحقائق التى أود أن أشير إليها وهى أنه جاء على لسان “أولاد محمد فوزى” أن السيدة كريمة عادت للقاهرة فى أثناء أخر رحله له فى لندن لتقوم ببيع الشقة رغما عنه وهذا إدعاء لا صحة له لأن السيدة كريمة عادت للقاهرة بعد أن تأزمت الظروف المالية التى تعرض إليها أولاد الفنان محمد فوزى وأولادها أيضا وأستنفذوا كل الموارد المالية أضطرت للعودة إلى القاهرة بناء على رغبة محمد فوزى لتسوية هذه المسائل وقد باعت بعض مجوهرتها حتى تتمكن من تدبير المصاريف اللازمة


ولم يحدث أنها عرضت الشقة للبيع أو فاوضت الفنانة “سعاد حسنى ” فى شرائها بل الذى حدث هوأننى شخصيا الذى عرضت الشقة على “سعاد حسنى” وكان ذلك فى حضور الفنان “فريد الأطرش” وذلك لمواجهة الأعباء المالية التى كان يتحملها محمد فوزى.
وحدث فى اليوم الثالث للوفاة أن أولاد المرحوم محمد فوزى هم الذين طلبوا عقد جلسة لمناقشة عناصر التركة وتم عقد هذا الأجتماع فى منزل السيدة “مديحة يسرى” ولم تحضره كريمة وأنابت عنها “هدى سلطان ” فى كل ما تراه فى هذا الموضوع وأجتمعنا وحضرت الأجتماع السيدة والدة أولاد محمد فوزى وبدأت السيدة مديحة يسرى بالحديث أنه لا قيمة لأى شئ بعد وفاة محمد فوزى والأهم هو المحافظة على أسم محمد فوزى وتحقيق رغباته وأهدافه حتى بعد وفاته ..
وتحدثت أنا كمحامى عن وصية محمد فوزى التى صرح لى بها قبل وفاته بأسبوع على أنفراد وتفاصيلها حسب الأوراق التى كانت موجودة تحت يدى منذ عام ” 1963 ” أن تصبح شقة برج جاردن سيتى للسيدة كريمة لأن الفقيد قد كتبها بإسمها كمقدم صداق لزواجهما ورغم هذا فقد أقترحت على الجميع أن تحل المسائل بالطريقة التالية : شقة برج جاردن سيتى للسيدة كريمة , وشقة الأيموبيليا للأولاد وألفا جنيه بصندوق التوفير بخصوص الأولاد دون السيدة كريمة ومحل بيع الأسطوانات وحصيلة حقوق أستغلال الافلام فى شركة ” بهنا فيلم ” توزع حسب الأنصبة الشرعية وعرضت الأمر على السيدة كريمة فوافقت عليه , ثم حدث بعد ذلك أن تناولوا موضوع “الساعة الذهبية ” وهى من نوع رولكس لا تساوى أكثر من خمسين جنيه وقد قالت السيدة هدى سلطان أن زوجته كريمة أحق بالأحتفاظ بها كذكرى لزوجها الراحل ووافق الجميع على ذلك , وأتفقنا جميعا أن تكون ملابسه لأولاده وقالت السيده هدى سلطان أنها على أستعداد على أن تكلف ترزى على حسابها لتفصيل هذه الملابس بشكل مناسب لأولاد الفقيد لأن أقمشتها من النوع الفاخر ومازالت جديدة وهذا سيوفر للأولاد المبالغ التى سينفقونها فى الملابس خاصة بعد أن أستنفذت نفقات الجنازة و “الخميس والأربعين” مبلغ الأربعمائة جنيه التى جمعها المحامى من مصادر مختلفة ولم يعد أمام أولاده إلا أن ينتظروا ميعاد توزيع الميراث وقد طلبت السيدة كريمة أن تبقى الملابس إلا ما بعد الأحتفال بالأربعين ووافقتها على ذلك السيدة هدى سلطان ولكن الأولاد أصروا على نقلها فورا وذهب الأولاد ونقلوا الملابس وحدث إعتراض منهم بأن هذه ليست ملابس والدهم كلها ورفضت السيدة كريمة المناقشة فى هذا الموضوع وقالت أنها لا تريد أن يتحدث معها أى شخص بخصوص موضوع التركة إلا من خلال المحامى الذى عينته وكيلا عنها وبعد ذلك أسدل الستار على قضية تقسيم تركة الفنان محمد فوزى بعد أن أخذ كل مستحق حقه .


نشر في صحافة 1966

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © معلومات ثقافية

تصميم الورشه