الاستعجال ليس دائماً في صالح الوقت ( ببطء كي تكون الأسرع )

0

كل شئ له بداية لابد ان يكون له نهاية باستثناء التنمية البشرية فهي علم بدأ ولم ينتهي فهو علم العلوم نتخذه سبيلا في حياتنا لتطوير ذاتنا
ونبدأ كلامنا بخصوص هذا الموضوع
بمثال بسيط هو في التأنِّي السلامة، وفي العجَلة الندامة
؛ فالتأني يعطي الإنسان فرصة التفكير في الأمور، ووزْنها بميزان دقيقٍ على مَهَلٍ وتبصُّر، وتقدير ما يترتَّب على عمله من أثرٍ، عن رويّة وتدبُّرٍ؛ كيلا يقع في مآزِقَ مُحرجة، لا يستطيع التخلص منها أو يستطيع، ولكن بجُهدٍ ومَشقة.

والعجلة من الشيطان، والشيطان لا يقود المرء إلا إلى مواطن الشر والهلَكة؛ إذ هو العدو الألَدُّ لبني الإنسان؛ كما وصفه القرآن: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [الإسراء: 53]. فكم للعجلة من نتائجَ سيِّئة! وكم لها من آثارٍ مُروعة! كم أزهَقت من أرواح، وبدَّدت من أموال! لولاها لسَلِمت الأرواح، ولولاها لبقِيَت الأموال.
إننا كلما كنا أهدأ ،كلما كنا أسرع!
أو لنقلها بلغة أهل الإدارة "كلما أعطيت لنفسك وقتاً أكثر في التفكير الهادئ ، قلّت حاجتك
للعمل المحموم ، والضغوط المستمرة ، وفوق هذا أنجزت بشكل أسرع ".
إننا كثيراً ما نقوم بالعمل بشكل سريع ، ونظنّ بأننا حينها أكثر سيطرة على الوقت ؛ بيْد أننا كثيراً ما نقضي وقتاً ليس بالقليل في تصحيح أخطاء أفرزتها السرعة والعجلة.الرسام الصيني "شو يونج" -أحد أشهر رسامي القرن السابع عشر- يحكي قصة أثّرت
كثيراً في تغيير سلوكه تجاه الوقت وحقيقة إدراكه ؛ وذلك أنه قرر ذات يوم زيارة مدينة
تقع في الجانب الآخر من النهر ؛ فركب السفينة وسأل رُبّانها عن إمكانية دخوله المدينة
قبل أن تغلق أبوابها ؛ حيثُ الليل يقترب ومنتصف الليل -موعد إغلاق الأبواب- قد يُداهمه.فنظر الربان إلى كومة الأوراق والكتب المربوطة بشكل متراخ ، وقال له :
 نعم ستصل قبل منتصف الليل ، إذا لم تمشِ بسرعة مفرطة !
وعندما وصلت السفينة إلى الشاطئ ، كان الليل قد زحف على المكان ، فخشي
"شو ينج" أن تُغلق المدينة أبوابها ، ومن سقوطه فريسة لقُطّاع الطرق والمحتالين ؛
فراح يمشي بسرعة أقرب للركض.. وفجأة انقطع الخيط الذي يحيط بالأوراق والكتب ،
فتبعثرت على الأرض ، فأخذ يجمعها مسرعاً ؛ لكنه في النهاية تأخّر ، وعندما وصل
إلى أبواب المدينة كانت قد أغلقت منذ زمن.
ومن يومها علم "شو يونج"
 أن الاستعجال ليس دائماً في صالح الوقت ، وأن العجلة
أحد أهم الأشياء التي تخلق مشاكل وكبوات.

إن الواحد منا يظنّ أن معرفة قيمة الوقت ومحاولة استغلاله تتأتى بتسريع إيقاع الحياة ،
وهذا ليس صحيحاً ؛ وإنما استغلال الوقت يأتي من التخطيط الأمثل للاستفادة منه.
علماء وأساتذة الإدارة يخبروننا أن كل ساعة من التفكير توفّر لنا ما لا يقل عن ثلاث ساعات من العمل، والمضحك أن معظمنا -عن جهل- يظن كي لا يضيع وقتاً أن عليه البدء في  تنفيذ الأمر بمجرد التفكير فيه ، دون الحاجة للتخطيط ؛ فالتخطيط في رأيه لا يعني سوى إهدار المزيد من الوقت.والناظر بتأمل سيرى أن من يعمل بعجلة وتسرّع ، يقضي ما لا يقل عن نصف وقته وجهده في تصحيح قرارات وتصرفات أخذها في عجل، وأنه لو فكّر وتمهّل قليلاً ؛ لكان خيراً له.

وعلى رأي اللي قال" أسرع ببطء "
وبردو قال " ما نفعله بسرعة لا نفعله بإتقان"

(يوليوس قيصر)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © معلومات ثقافية

تصميم الورشه